كتابنا المقدس ..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرسائل الرعوية 1

اذهب الى الأسفل

الرسائل الرعوية  1 Empty الرسائل الرعوية 1

مُساهمة  Admin الجمعة 03 أكتوبر 2008, 1:44 pm

مقدمة عامة
فى رسائل معلمنا بولس الرسول

الرسائل الرعوية

أولا ــ مقدمة :

كتب الرسول بولس في أواخر أيام خدمته ثلاث رسائل، أطلق عليها اسم الرسائل الرعوية في القرن الثامن عشر، واصبح اسما شائعا لها كمجموعة. ولكن هذا الاسم لا يدل تماما على مضمون هذه الرسائل،لأنها ليست رعوية بحتة، بمعنى أنها تقتصر على إعطاء التوجيهات المتعلقة برعاية النفوس. وهذه الرسائل الثلاث هي : الرسالتان الأولى والثانية إلى تيموثاوس، والرسالة إلى تيطس، وهي تمدنا بمعلومات ذات أهمية كبرى عن فكر الرسول العظيم عند تسليمه الخدمة للآخرين، فهي موجهة إلى اثنين من اقرب رفقائه إليه، ولذلك فهي تختلف عن رسائله إلى الكنائس، وسنعرض فيما بعد موجزا لكل من الرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس ( أما الرسالة إلى تيطس فقد عرضنا موجزاً عند الكلام عن تيطس فارجع إليها في مكانها.

ثانيا ــ الوضع التاريخي :
من الصعب علينا رسم صورة واضحة لهذه الفترة من حياة الرسول بولس، وذلك لافتقادنا إلى سفر خاص نرجع إليه، كما نرجع إلى سفر الأعمال فيما يختص بفترة الرسائل إلى الكنائس. ولكن هناك بعض الحقائق التي تؤكدها لنا الرسائل ذاتها. كان بولس طليقا عندما كتب الرسالة الأولى إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس، ولكنه كان سجيناً عندما كتب الرسالة الثانية إلى تيموثاوس، بل كما يبدو كان على وشك أن يقدم للمحاكمة مع احتمال أن يحكم عليه بالموت في اقرب وقت ( 4 : 6 ــ 8 ).
ونعرف من رسالته الأولى إلى تيموثاوس ( 1 : 3 ) أن بولس كان منذ عهد قريب في نواحي أفسس حيث ترك تيموثاوس لكي يتمم مهمة خاصة، هي مهمة إدارية. كما تمدنا الرسالة إلى تيطس بحقائق تاريخية أخرى، ففي الإصحاح الأول والعدد الخامس، يتضح لنا انه من المحتمل أن يكون بولس قد زار كريت منذ فترة قصيرة لكي يتحقق من أحوال الكنائس، وليعطي تيطس وصايا خاصة عن كيفية معالجة أي نقائص. وفي ختام الرسالة ( 3 : 12 ) نجد الرسول يستحث تيطس لكي ما يبادر بالذهاب إليه لقضاء الشتاء معه في نيكوبوليس وهي المدينة الواقعة في ايبروس، وبذلك يكون هذا هو الشاهد الوحيد على زيارة بولس لهذه المنطقة. كما أوصاه أن يساعد زيناس وابلوس في تجهيزها للسفر ( 3 : 13 )، ونحن نفتقر إلى التفاصيل الدقيقة فيما يتعلق بهذا التلميح.
ونجد في الرسالة الثانية إلى تيموثاوس الكثير من المعلومات التاريخية، ففي العدد السادس عشر من الإصحاح الأول يشير الرسول إلى أن انيسيفورس قد طلبه باجتهاد عندما كان في رومية، مما يرجح أن الكاتب كان في سجنه في رومية. كما يذكر أيضاً في العدد السادس عشر من الإصحاح الرابع، محاكمته الأولى التي يرى فيها الكثيرون أنها كانت الاستجواب التمهيدي قبل المحاكمة الرسمية أمام السلطات الرومانية. وفى العدد الثالث عشر من الإصحاح الرابع نجد الرسول يطلب من تيموثاوس أن يحضر له الرداء الذي تركه في ترواس في بيت كاربس، مما يدل على انه كان في زيارتها منذ عهد قريب. وفي نفس الإصحاح في العدد العشرين منه يذكر الرسول انه ترك تروفيمس مريضاً في ميليتس، بينما بقي اراستس ــ أحد رفقاء بولس ــ في كورنثوس.
انه لمن المستحيل أن نجد مكانا لكل هذه البيانات التاريخية في الأحداث التي سجلها سفر الأعمال، وليس من بديل أمام إيماننا بصحة ما جاء بها، إلا بافتراض أن بولس قد أطلق سراحه من السجن المذكور في ختام سفر الأعمال، وانه استأنف نشاطه في الشرق، ثم القي القبض عليه مرة أخرى، وحوكم، ثم نفذ فيه حكم الإعدام أخيرا في رومية بأمر من السلطات الإمبراطورية.
والمعلومات التي نستقيها من هذه الرسائل الرعوية الثلاث، لا تكفي لوضع بيان مفصل لرحلات بولس في تلك الفترة، ولكن من المؤكد انه استأنف خدمته في اليونان وكريت واسيا. ويفترض البعض ــ بناء على ما جاء في رسالته إلى الكنيسة في رومية ( رو 15 : 24 و 25 ) ــ أن الرسول بولس ذهب في تلك الفترة إلى أسبانيا، وإذا صح هذا الافتراض، فلا بد أن تكون هذه الزيارة إلى الغرب قد تمت قبل عودة بولس إلى زيارة الكنائس في الشرق. ولكن أن كانت الرسائل إلى كولوسي وفليمون وفيلبي تنتمي إلى فترة السجن في رومية، فهذا يعنى أن بولس كان ينوى بعد إطلاق سراحه أن يتوجه إلى الشرق وليس إلى الغرب.

ثالثا ــ الهدف من كتابتها :
لقد كتبت هذه الرسائل في فترة قصيرة من الزمن، لذلك ليس من المستغرب أن نجدها مشتركة في الهدف. لقد كتبها بولس لرفقائه لحثهم وتشجيعهم على القيام بمسئولياتهم في الحاضر وفي المستقبل. وهي تحوي قدرا كبيرا من التوجيهات فيما يتعلق بإدارة شئون الكنيسة، ولكن من الخطأ اعتبار أن هذه التوجيهات كانت كل الهدف من كتابته لها.
ورسالته الثانية إلى تيموثاوس هي اكثر الرسائل الثلاث وضوحا في الدفع إلى كتابتها حيث نجد الرسول يسلم المسئولية لتيموثاوس، تلميذه الذي كان يهاب هذه المسئولية, فيذكره الرسول بأيامه الأولى ( 1 : 5 ــ 7 ) ثم يدعوه لان يسلك كما يحق لدعوته العليا. كما نجد الرسول في فقرات متعددة من الرسالة، يوجه تحريضات قوية إلى تيموثاوس شخصياً ( 1 : 6 و 8 و 13، 2 :1 و 22، 3 : 14، 4 : 1 )، مما يجعل البعض يرون أن بولس لم يكن على يقين الثقة من صلابة تيموثاوس أمام هذه المسئوليات الجسيمة التي ألقيت على عاتقه. كما أن الرسول كان يتوق إلى رؤيته مرة أخرى، واستحثه مرتين أن يأتي إليه سريعا ( 4 : 9 و 21 )، رغم انه يبدو من نغمة الكلام في ختام الرسالة، أن بولس لم يكن مقنعا بان الظروف قد تسمح بجمع شملهما ( 4 : 6 ). كما يحذره من الآثمة الذين يسببون المتاعب للكنيسة في ذلك الوقت وفي الأيام الأخيرة أيضاً ( 3 : 1 ) وناشده أن يتجنبهم وان يودع أناسا أمناء مسئولية نشر التعليم الذي سمعه منه.
أما الرسالتان الاخريتان، فالهدف من كتابتهما اقل وضوحا. ففي كلتا الحالين لم يكن بولس قد ترك المكتوب إليهما إلا من فترة وجيزة، فلم تكن ثمة حاجة إلى هذه التعليمات المفصلة، ويبدو أن تلك الأمور سبق أن كانت موضع حديث شفوي بينهما، ففي كلتا الرسالتين نرى تفاصيل دقيقة لما يجب أن يكون عليه قادة الكنيسة، وهو الأمر الذي يصعب أن يكون تيموثاوس وتيطس لم يتلقيا ــ حتى ذلك الوقت ــ أي تعليمات بشأنه. والأرجح أن هذه الرسائل قد كتبت تشجيعا لممثلي الرسول في مواجهة المسئولية التي تنتظرهما. ويبدو أن تيموثاوس كان يعاني بعض الصعاب لحداثته ( 4 : 12 )، أما تيطس، فكما يتضح من الرسالة ( 1 : 10 ــ 16 ) كان يتعامل في كريت مع أناس لا يحسد على وجوده بينهم، هكذا نرى أن كلا الرجلين كانا في حاجة إلى اهتمام خاص بالتعليم الصحيح والسلوك المستقيم وتعليم الآخرين أيضاً ( 1 تي 4 : 1، 6 : 2 ـ تيطس 2 : 1 و 15، 3 : 8 ).
ولا ينتظر أن يتكلم الرسول، في رسائله إلى أقرب أصدقائه، عن أي شيء يختص بالأمور اللاهوتية، فلم تكن ثمة حاجة إلى الإسهاب في العقائد الأساسية للمسيحية، وهي الأمور التي سمعها تيموثاوس وتيطس مراراً وتكراراً من فم ملعمهما مشافهة. ولكنهما كانا في حاجة إلى من يذكرهما بعدم جدوى إهدار الوقت مع المعلمين الكذبة الذين يعتمدون في تعليمهم على المهاترات والمباحثات التي لا طائل وراءها ( انظر 1 تي 1 : 4، 4 : 1، 6 : 3 و 4 و 20 ). ويبدو انه لم تكن هناك علاقة بين الهرطقات المنتشرة في كنسيتي أفسس وكريت، والتي فندها الرسول في رسالته إلى كولوسي. ولكنها ربما كانت صورا مختلفة من التوجهات التي أدت في النهاية إلى ظهور المذهب الغنوسي في القرن الثاني.
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 169
تاريخ التسجيل : 25/09/2008

https://ourholybible2010.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى